"سي تشيبوت" (الزراعة في الأوعية): حل سريع لتحقيق الأمن الغذائي الذاتي
في إطار مساعيها لتوسيع المشاركة الوطنية في الأنشطة الزراعية لكافة الشعب الإندونيسي، طرحت مبادرة جيرينا ابتكارا عمليا بسيطا تحت مسمى "سي تشيبوت" " (Si Cepot)، والذي يعد حلا سريعا للحصاد عبر الزراعة في الأوعية. يعد هذا الابتكار استجابة للتحديات المتعلقة بمحدودية المساحات الزراعية وسط تلبية سكان المدن وإرادتهم في دعم وتحقيق برنامج الاكتفاء الذاتي الغذائي.
"سي تشيبوت" هو أسلوب زراعي مبتكر يعتمد فيه على زراعة المحاصيل الغذائية الأساسية، لا سيما البقوليات والخضروات، في أوعية مخصصة، ما يتيح تطبيقه في الحضر كالمنازل، وساحات البيوت، والأسطح الضيقة، والبلكونات، وحتى في المرافق العامة كالمساجد والمؤسسات الإدارية والمدارس.
من أبرز المحاصيل التي يمكن زرعها باستخدام هذا النموذج هو الخيار، والبطيخ، والفلفل الحار، والباذنجان، وغيرها من الأصناف الغذائية.
من مميزات هذا النظام بأنه يتيح لأي فرد البدء في الزراعة دون الحاجة إلى مساحات شاسعة أو تقنيات متقدمة. تكمن الميزة الرئيسية من هذا النموذج في تأثيره الواسع والقوي على الجانب الزراعي والاقتصادي والتربوي، رغم هيئته المتواضعة، والذي يجعله خيارا واعدا في دعم الأمن الغذائي. تتمثل هذه المميزات فيما يلي:
1. المرونة والسهولة في التطبيق
يمكن تنفيذه في المساحات الصغيرة دون الحاجة إلى بنية تحتية زراعية متقدمة، مما يجعله مناسبا للأسر والأفراد من مختلف القدرات والموارد.
2. الإنتاجية السريعة والتكلفة المنخفضة
تستخدم في الغالب محاصيل سريعة النمو، ما يتيح حصادها خلال فترة وجيزة، ويعود بالنفع المباشر على الأسر في تغطية حاجاتها الغذائية اليومية.
3. التربية الغذائية وتعزيز الأمن الغذائي
يعد مشروع "سي تشيبوت" كوسيلة تعليمية في المدارس أوالمعاهد الدينية، أو تجمعات ربات البيوت لتعريف المجتمع حول نوعية الغذاء الصحي وتوفير معلومات حول أصناف الأغذية المحلية.
4. تعزيز الأمن الغذائي الأسري
بفضل هذا النموذج، يمكن للعائلات تحقيق جزء من احتياجاتها الغذائية ذاتيا، ما يجعل المجتمع أكثر استقلالية وقدرة، خاصة في ظل تقلبات الأسعار وتضخمها.
وكجزء من الاستراتيجية الكبرى التي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي على المستوى الوطني، تشدد هذه الطريقة على أهمية البدء والمبادرة بالأعمال الزراعية البسيطة، لكنها مستدامة، كأساس للنجاح الكبير على المستوى الوطني. كما أن هذه الطريقة أيضا تدعم مفهوم (Urban Farming) الذي يشتهر مؤخرا، والذي يعني "الزراعة في المدن"، وقد ازدادت ضروريته في العصر الحديث، حيث أنه يثبت أن مساهمة المجتمع في تحقيق الأمن الغذائي لا يلزم أن تبدأ من الحقول الواسعة، بل يمكن أن تنطلق من وعاء صغير في ركن كل منزل.